
لم أبالي حينها للأزمة القائمة بالرغم أنها تلفت انتباه جميع من مر صوبها
خط مستقيم بدايته تكون دوما محطة الوقود اما نهايته فأعتقد ان لا نهاية له
تستطيعوا ان تروا ذلك بأنفسكم مجرد خروجكم لأي شارع
الكل ينتظر في ترتيب لم تعهده مناطقنا يوما وكأن أحدا رسم لهم خطا وأجبرهم ألا يتخطوه يمنة أو يسرى
ومع ذلك لم أبالي كثيرا فكل منا يحمل بداخله ما يفوق تلك الأزمة من طموحات مسدودة الطريق
لكن استوقفني مشهد كنت أمر به يوميا لأكثر من أسبوع !!!!
كان يقف في ذاك الخط المستقيم وسيارته التي تنتظر غذاءها كبقية زميلاتها وقد أرهقهما الجوع والتعب معا
كلما مررت من أمامه رغبت بان أبادره بالسؤال
( لـِِِمََ يجلس داخل السيارة على غرار أولئك الذين تركوا سياراتهم وذهبوا ؟؟!!
لكن شيئا كان يمنعني من سؤاله !! ,,, إلا أن سأتله بالأمس ؟
لأرضي فضولي من هذا العجوز ناظرني حينها وقسمات وجهه تستنطق قبل لسانه وشقت ابتسامة خفية ملامحه لكنه ظل صامتا اعتقدت حينها أنه لا يرغب بأن يحادثني
فأطرقت راسي وأكملت طريقي إلى حيث أصبو
لكن هيئته وقسمات وجهه رسخت في ذهني طيلة رحلتي
بعد أن انتهيت من عملي عدت أدراجي لأمر بنفس الطريق مرة أخرى
لكن مشهدا آخرا استوقفني !!!!!!! أين العجوز ؟؟
لم يكن في سيارته كما اعتدت أن أراه منذ أسبوع !!!!
هناك على يميني أناس مجتمعون يتمتمون بكلمات ( إنا لله وإنا إليه راجعون !!!!! )
سرقت نظرة إلى حيث هم فوجدته ملقى على الأرض
وقد فارقت الروح ذاك الجسد الضعيف لم أشأ مغادرة المكان ,, فكل شئ بات مبهما !!
أسئلة كثيرة جالت في خاطري ,, واندهاش أكثر من كل شئ لكن الصدارة كانت للسؤال الأوحد
( لم لم يخبرني بسره قبل أن يرحل ؟؟ )
سمعت أحدهم يقول :
(( بات في سيارته أسبوعا بأكمله كي لا يعود الى بيته وهو لا يحمل تلك الحاجيات التي اعتاد أن يجلبها لأطفاله كل مساء ))
عرفت حينها سر بقائه في سيارته لاكثر من اسبوع
فعفته كانت طلقة موت على قلبه وستبقى ابتسامته الخفية أملا أستمده طالما حييت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق